الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في ذكرى 13 اوت 1956: تاريخ صدور "مجلة الأحوال الشخصية" الرائدة في تونس والعالم العربي... بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

نشر في  13 أوت 2021  (09:59)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

يحق للتونسيين وليس للنساء التونسيات فقط احياء هذا اليوم لأنه ذكرى ثورة فعليّة في تاريخ العائلة التونسي وخاصة في مسار تحرّر المرأة وهو تاريخ امضاء أمر اصدار هذه المجلة الرائدة في العالم العربي والاسلامي والتي اتت تتويجا لحركة التنوير التي خاضتها النخبة المتنورة من التونسيين على اختلاف درجات تجذرها في مطلب تحرر المرأة نذكر منها من شيوخ الزيتونة محمد السنوسي وعبد العزيز الثعالبي و بيرم الخامس و سالم بوحاجب و محمد الطاهر بن عاشور و من النساء منوبية الورتاني وحبيبة المنشاري ودرة بوزيد ومن المتنورين الحدثيين الطاهر الحداد ومناصريه مثل احمد الدرعي و الهادي لعبيدي و ابو القاسم الشابي والأهم هم تلك النخبة السياسية الوطنية التي كان لها الجرأة أن تتحدى محافظة مجتمعها وتصدر تلك المجلة وعلى رأسهم الزعيم الوطني الحبيب بورقيبة والذي أمضى هو بصفته الوزير الأكبر ورئيس أول حكومة لتونس المستقلة في 13 اوت 1956 أمرا يصدر تلك المجلة .
هذه المجلة التي رفعت الضيم على المرأة التونسية اذ منعت تعدّد الزوجات و فرضت رضا الزوجين عند القران و حددت سنا معقولة للزواج والزمت الطلاق امام المحكمة بينما كانت كلمة واحدة من زوج "هائج" التخلص من قرينته.
و كانت هذه المجلة محل نقد من المحافظين من دوائر الزيتونة بالخصوص ورأوا فيها "انتهاكا للشريعة الاسلامية" وحتى اصدر في 26 سبتمبر 1956، 13 عضوا من المحكمتين الشرعيتين فتوى يعلنون فيها ان المجلة "تحتوي على توجهات مدانة لأنها مخالفة للقرآن و السنة والإجماع"، و كان رد الحبيب بورقيبة احالتهم على التقاعد كما الجم مفتي الديار التونسية محمد العزيز جعيط الذي راسل وزير العدل أحمد المستيري في 20 اوت 1956 يطالبه بتعديل خاصة فصل 18 الذي يمنع تعدد الزوجات.
لكن الإرادة السياسية وشعبية بورقيبة والنخبة الوطنية الحاكمة أتت على تلك الأصوات المعارضة .
وقد تحققت مكتسبات أخرى لاحقة للمرأة و تبقى مجلة الأحوال الشخصية رغم ريادتها في حاجة للتطوير وخاصة ادراج المساواة في الإرث بين الذكور والاناث.
تعود في هذا التاريخ صورة الزعيم الحبيب بورقيبة كمحرّر للمرأة وعن جدارة وسيبقى المتخلفون ومتحجرُو الماضي يناصبونه العداء ويحاربون مكتسبات المرأة التونسية وسيقاومهم التقدميون والمتحرّرون والوطنيون دائما وهم المنتصرون لأنهم في منطق التاريخ .


الصورة: الحبيب بورقيبة يمضي أمر صدور مجلة الأحوال الشخصية
من اليسار: الجالسون محمد الطاهر بن عاشور، الحبيب بورقيبة، أحمد المستيري.
الواقفون: عبد الله فرحات، محمد القروي، محمد بن سلامة